اختبرت ألمانيا صباح الخميس نظام الإنذار المدني الشامل في البلاد، وهو نظام يعتمد على وسائل عدّة منها صفارات الإنذار ومكبّرات الصوت وأيضاً وسائل التواصل الاجتماعي والإشعارات (التنبيهات) المرسلة عبر الهواتف.
وقال كريستوف أونغر من “مكتب الحماية المدنية” إن النظام يعتبر أساسياً في الحماية المدنية، مضيفاً أنه “وجبَ اختبارُه وإطلاع الناس على كيفية نشر الإنذارات في حالات التعرض لهجمات إرهابية أو كوارث إرهابية أو غيرها.
وفي تمام الحادية عشرة تلقت مراكز نشر التحذير الأمر بتفعيل الإنذارات فأصدرتها عبر شبكات محطات التلفزيون والإذاعة الحكومية (آي آر دي) وأيضاً عبر شبكات خاصة مثل شبكة النقل “دويتشه بان”.
فشل وسخرية
قالت “دويتشه فيله” الألمانية إن التجربة لاقت نجاحاً معيناً ضمن المجالات التقليدية ولكنَّ ثغرات كثيرة عابتها، خصوصاً تلك المتعلّقة بالتكنولوجيا الحديثة.
ذلك أن بعض مكبرات الصوت في المدن لم تطلق صفيرها أساساً، كما أن مستخدمين للهواتف الذكية لم تصلهم الإشعارات/التنبيهات “بالخطر” مُطلقاً لسبب يتعلق بضعف الشبكات أحياناً، أو بالضغط الهائل عليها بشكل عام.
وقامت الجهات المعنية بإرسال تنبيهات عبر تطبيقات تنتمي إلى ما يعرف علمياً بـ”تطبيقات التحذير”، ولكن الضغط الذي سببته العملية التي أجريت على المستوى الوطني أدّى إلى تأخير في بعض الأحيان وإلى فشل تام في أحيانٍ أخرى.
وفتح فشل تلقي التنبيهات الباب أمام موجة من السخرية في الفضاء الافتراضي.
كوفيد-19 أعاد تشكيل الوعي
ترى غيردا هاسلفيلدت، رئيسة منظمة الصليب الأحمر الألماني، أن “البلاد كانت “معفيّة” من المخاطر الكبرى في التاريخ الحديث، إلى حين بدء انتشار وباء كوفيد-19″.
وتضيف هاسلفيلدت أن فيروس كورونا أعاد تشكيل الوعي لناحية القدرة الجماعية وضرورتها في التصدّي لهكذا أوبئة، وتنظيم المراحل والأوضاع الخطرة.
وهذه هي المرة الأولى التي تشغّل فيها برلين نظام الإنذار الشامل على مستوى البلاد منذ التوحيد في العام 1991 على أن يصبح الإجراء روتيناً بدءاً من هذا العام، حيث سيُقام في كلّ ثاني خميس من أيلول/سبتمبر.