سجلت أوروبا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022 أعلى درجات حرارة لهذا الموسم في تاريخها منذ بدء التسجيل. فقد كانت مستويات الحرارة المسجلة أعلى بدرجتين مئويتين من تلك المسجلة ما بين 1991 و2002، وفق ما أعلنت خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي الثلاثاء.
شهدت أوروبا في 2022 درجات الحرارة الأكثر حرا بالنسبة لأشهر تشرين الأول/أكتوبر على الإطلاق، حسب ما قالته خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي الثلاثاء، إذ تم تسجيل حرارة أعلى بنحو درجتين مئويتين من تلك المسجلة في الفترة المرجعية الممتدة بين 1991 و2002.
وقالت نائبة مدير “كوبرنيكوس” سامانثا بورجس إن “العواقب الوخيمة لتغير المناخ واضحة جدا اليوم، ونحن بحاجة إلى عمل مناخي طموح في كوب 27“، في إشارة إلى مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ المنعقد حاليا في شرم الشيخ.
وقالت خدمة “كوبرنيكوس” إن موجة الحر “أدت إلى درجات حرارة قياسية يومية في أوروبا الغربية، وشهر تشرين الأول/أكتوبر قياسي في النمسا وسويسرا وفرنسا”.
كذلك، شهدت أجزاء كبيرة من إيطاليا وإسبانيا تحطيما للأرقام القياسية الشهر الماضي.
ولفت مرصد المناخ إلى أن “كندا شهدت حرا قياسيا، فيما شهدت غرينلاند وسيبيريا ظروفا أكثر دفئا من المتوسط”.
وأشار إلى درجات حرارة أقل من المتوسط في أستراليا وأقصى شرق روسيا وأجزاء من غرب القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).
ويأتي ذلك فيما يجتمع قادة العالم لإجراء محادثات مناخية عالية الأهمية في مصر، في ظل دعوات لخفض الانبعاثات بشكل عاجل لتجنب المزيد من الكوارث المناخية.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن البشرية أمام خيار العمل معا أو “الانتحار الجماعي”.
وقال غوتيريس أمام قمة “كوب 27″، “البشرية أمام خيار التعاون أو الهلاك”.
ظروف مناخية غير مألوفة عالميا
قالت خدمة “كوبرنيكوس” في تقريرها الثلاثاء، إن تشرين الأول/أكتوبر 2022 شهد ظروفا أكثر جفافا من المتوسط في معظم جنوب أوروبا والقوقاز.
وأضافت “كان الجفاف في معظم أجزاء وسط أمريكا الشمالية والقرن الأفريقي وأجزاء كبيرة من روسيا وآسيا الوسطى والصين ومناطق من أمريكا الجنوبية أشد من الجفاف في المتوسط”.
في هذا الوقت، شهدت أجزاء من الجزيرة الإيبيرية ومناطق في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيرلندا وشمال غرب إسكندنافيا، وجزء كبير من أوروبا الشرقية ووسط تركيا، طقسا “أكثر رطوبة من المتوسط”.
وخارج أوروبا، سُجلت ظروف أكثر رطوبة من المتوسط في أجزاء من أمريكا الشمالية وجنوب وسط آسيا وفي أستراليا، كما أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى فيضانات شديدة في بعض المناطق.
وأفاد تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأحد تناول الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي، أن كلا من السنوات الثماني الأخيرة، في حال ثبتت التوقعات بشأن العام 2022، ستكون أكثر حرا من أي عام سابق لسنة 2015.
كذلك أشارت إلى تسارع في وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة التي تتسبب بها.
ارتفعت حرارة الأرض أكثر من 1,1 درجة مئوية منذ نهاية القرن التاسع عشر وقد سجل نصف هذا الاحترار تقريبا في السنوات الثلاثين الأخيرة على ما أظهر التقرير.
المصدر : فرانس 24