على هامش زيارته لمصر للمشاركة في فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التقت «الشرق الأوسط» الروائي النرويجي جوستاين غاردر، صاحب رواية «عالم صوفي» التي أكسبته العالمية، حيث باعت نحو 50 مليون نسخة وتُرجمت إلى 63 لغة، منها العربية، منذ صدور طبعتها الأولى عام 1991.
وتحدث غاردر، الذي كان مدرساً للفلسفة، عن سر نجاح هذه الرواية على المستوى الشعبي رغم أنها تتناول تاريخ الفلسفة من الإغريق حتى العصر الحالي، عازياً ذلك إلى أنها جمعت بين ضرورات الحبكة الدرامية القائمة على الغموض والتشويق، وتقديم تعريف مبسط لا يخلو من العمق لكل مراحل الفلسفة وتطورها، بعيداً عن اللغة الأكاديمية الجافة.
لكن الفلسفة لا تشكل هاجساً ملحاً في «عالم صوفي» فقط، ولكن أيضاً في رواياته الأخرى، التي ترجم منها إلى العربية: «هل من أحد هنا؟»، و«فتاة البرتقال»، و«حكاية أنّا»، و«قلعة في البيرينيه». ويعلل ذلك بقوله إن «الفلسفة تقوم في جوهرها على طرح الأسئلة والنظر بفضول تجاه العالم وعدم أخذه على علّاته. كلنا نولد فلاسفة بشكل أو بآخر، انظر إلى أسئلة الأطفال البسيطة حول الكون ونشأته والإنسان ووجوده والعالم ومصيره، إنها أسئلة فلسفية بامتياز، ولقد وعدت نفسي ألا أنضج بالمعنى السلبي، وأحافظ على دهشة الطفل بداخلي».