اتهم وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو، بلدان أوروبا الغربية بـ “النفاق الكبير” الذي يظهرونه، وعلى وجه الخصوص تجاه روسيا.
وقال سيارتو: “إنه النفاق الكبير، لأنه يحدث ما يلي: الدول الكبيرة، وهي الدول القوية، تسمح لنفسها بقول شيء واحد والتصرف بشكل مختلف تماما. ولا يمكن أن تسمح الدول الصغيرة لنفسها بنفس الشيء”.
وأكد أن “هنغاريا تقول ما تعمله”، موضحا أن بلدان أوروبا الغربية “تنتقد روسيا دائما”، لكنها تتعامل معها. وتتعامل مع الصين على الطريقة نفسها.
وفي الوقت ذاته أشار الوزير إلى أن لا أحد في أوروبا يريد اندلاع نزاع بين روسيا وحلف الناتو، معبرا عن اعتقاده أن أوروبا ستعمل ما بوسعها لمنع ذلك.
وفي حديثه حول بعثة الناتو السابقة لدعم الأمن في أفغانستان قال سيارتو: “انتهى 20 عاما من البعثة الدولية بفشل، لأنه كانت لدينا خطط لتقديم المساعدات المالية لدعم الأمن الوطني لأفغانستان وقوات دفاعها بحلول عام 2024… لكن خططنا فشلت، ووقع ذلك قبل خروجنا من أفغانستان نهائيا”.
وفي تعليقه على عدم تلقي بلاده للدعوة من الولايات المتحدة للمشاركة في “قمة الديمقراطية” المقرر إجراؤه في ديسمبر القادم شدد الوزير على أن “هنغاريا لا تحتاج إلى أي عامل خارجي يقيم مستوى ديمقراطيتنا”، مدققا أن بلاده ليست طالبا يجب أن يكون “جاهزا للامتحان النهائي”.
وأضاف: “لا نحتاج إلى قاض. نعرف بشكل جيد ما يحدث لدينا ونفتخر بديمقراطيتنا وبالمعارك من أجل الحرية التي كانت في تاريخنا ونفتخر بالألفية الأخيرة، ولا نحتاج إلى أحد من سيؤكد ذلك”.
كما اتهم الولايات المتحدة بنشر “الأكاذيب والأخبار المزيفة” حول بلاده. وتابع: “إننا مختلفون. ويمكننا التفكير بشكل مختلف. والمشكلة الوحيدة في هذا المجال بالنسبة لي هي غياب الاحترام المتبادل، إذ أننا نحترم المواطنين الأمريكيين، ونحترم طريقة تحركهم إلى الأمام، ونحترم خيارهم لرئيسهم، لكننا لا نرى احتراما بالنسبة لنا من الجانب الآخر”.
وردا على سؤال صحفي بشأن عدم تسجيل لقاح “سبوتنيك V” الروسي المضاد لفيروس كورونا في الاتحاد الأوروبي وصف سيارتو هذه المسألة بـ “السياسية والأيديولوجية”، قائلا: “أشعر بخيبة أمل بهذا الشأن… يزعجني أنه كلما تحدثت إلى زملائي في أوروبا الغربية، يؤكدون أن اللقاح الروسي فعال للغاية ويعمل بشكل جيد… وبالرغم من هذه الكلمات التي يتم التحدث بها شخصيا، إلا أنهم يتصرفون بشكل مختلف تماما في الأماكن العامة”.
وأكد الوزير أن بلاده تمكنت من فتح حدودها من جديد واستئناف اقتصادها قبل شهرين من الدول الأخرى، بما في ذلك بفضل موافقتها على استخدام لقاح “سبوتنيك V” الروسي، ولأنه لم تكن هناك أي مشكلات مع إمدادات اللقاح الروسي. وعزا سيارتو قراره لتلقي لقاح “سبوتنيك V” بثقته بالأدوات السوفيتية منذ طفولته.
المصدر: RT