أخبارأوروبا

إنتاج الغاز النيجيري يتوقف قسريًا.. وأوروبا تواجه ضربة جديدة

بينما تتعطش أوروبا لإمدادات الغاز النيجيري والمنافذ الأخرى قبيل بلوغ الطلب في فصل الشتاء ذروته، واجهت الدولة الواقعة غرب أفريقيا معضلة جديدة عطّلت صادراتها بعد إعلان شركة “نيجيريا للغاز المسال” حالة القوة القاهرة.

وجاءت تلك الخطوة بعدما تسببت فيضانات في ارتفاع منسوب المياه بالحقول ومناطق التوريد، فضلًا عن تسبّبها في مصرع 600 مواطن ونزوح ما يقارب 1400 آخرين، وتعرُّض الطرق والمزروعات للضرر، بحسب ما نشرته رويترز قبل قليل.

وقد يربك إعلان القوة القاهرة وتعطّل الإمدادات الحسابات الأوروبية التي تواجه ضربة تلو الأخرى، منذ أن أعلنت شركة غازبروم الروسية وقف التدفقات في خط نورد ستريم 1، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

القوة القاهرة

أعلن مورّدو الغاز النيجيري والمنتجون حالة القوة القاهرة، ودفع ذلك شركة “نيجيريا للغاز المسال” لإعلان ذلك رسميًا بعدما انتشرت الفيضانات على نطاق واسع.

وتسببت الفيضانات في ارتفاع منسوب المياه بالحقول والمواقع، وأدى ذلك إلى توقّف الإنتاج والإمدادات، حسبما نقل المتحدث باسم الشركة عن المورّدين.

الغاز النيجيري
جانب من الفيضانات في نيجيريا – الصورة من CNN

يأتي ذلك بينما تأثَّر إنتاج الغاز في نيجيريا بالسرقات التي يتعرض لها قطاع النفط منذ مدة طويلة، وأسهمت في خفض إنتاج أكبر المُصدّرين في أفريقيا.

وتنظر شركة “نيجيريا للغاز المسال” إلى التداعيات الجديدة التي أدت إليها الفيضانات بصفتها عائقًا أمام مواصلة عمليات التصدير وفق الخطط الموضوعة، إذ إن بيانات صادرة عن شركة “ريفينتيف” أشارت إلى تصدير 18 شحنة من الغاز النيجيري في سبتمبر/أيلول.

قدرات محدودة

على الصعيد المحلي، توقفت إمدادات الغاز النيجيري من المنبع، ودفعت الفيضانات نحو توقّف الشحنات بمحطة الغاز المسال في جزيرة بوني، وفُرضت حالة القوة القاهرة.

الغاز النيجيري
نزوح النيجيريين عقب تصاعد حدة الفيضانات – الصورة من NPR

وتواجه شركة “نيجيريا للغاز المسال” صعوبات تحدّ من قدرتها على توفير المواد الأولية اللازمة، رغم قدرتها الإنتاجية المقدَّرة بنحو 22 مليون طن سنويًا من الغاز النيجيري، وفق ما أوردته بلومبرغ.

ويحظى قطاع الغاز النيجيري بشراكة بين (شركة النفط الوطنية النيجيرية التابعة للدولة، وشركة شل، وشركة توتال إنرجي، وشركة إيني)، ويعدّ الشركاء السابق ذكرهم أبرز مورّدي الغاز لمحطة بوني للإسالة.

ومن جانب آخر، تعاني أبوجا تكرار حوادث سرقات النفط التي أضرّت بخزائن واقتصاد الدولة الأفريقية بصورة بالغة، وحاول المنتجون تأمين مواقع العمل البرية والبحرية دون جدوى، إذ تتعرض نيجيريا لأعمال تخريب وانفلات أمني متكررة.

وخلال الأعوام الماضية، منذ عام 2020 حتى الآن، شهدت حوادث سرقات النفط في نيجيريا زيادات بوتيرة متسارعة، أدت إلى تراجع عملية إنتاج الغاز أيضًا.

الغاز النيجيري إلى أوروبا

تعوّل أوروبا على إمدادات الغاز من نيجيريا بصورة كبيرة، في محاولتها لتأمين مخزونات الغاز قبيل فصل الشتاء، وزيادة الطلب على الكهرباء والتدفئة.

وتعتمد القارة العجوز على واردات الغاز من الدولة الواقعة غرب أفريقيا قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، غير أن طموحات زيادة الشحنات زادت عقب الحرب، منذ ما يقرب الأشهر الـ8.

ويوضح الرسم البياني أدناه حجم إنتاج الغاز الطبيعي في نيجيريا حتى نهاية العام الماضي (2021)، وفق بيانات لشركة النفط البريطانية، وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة:

إنتاج الغاز الطبيعي في نيجيريا

ووفق بيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك” عن العام السابق (2021)، بلغ حجم صادرات الغاز المسال النيجيري إلى أوروبا 9 ملايين طن، لتحلّ في المرتبة الرابعة بين كبار مُصدّري الغاز المسال للقارة العجوز، بعد أميركا وقطر وروسيا.

وعكف الاتحاد الأوروبي على إقرار خطة من شأنها ضبط حجم استهلاك الغاز خلال فصل الشتاء وحتى شهر مارس/آذار (2023)، جنبًا إلى جنب مع جهود حثيثة تبذلها كل دولة على حدة، عبر صفقات بالسوق الفورية لتأمين مخزوناتها وتجنّب أزمة طاقة وشيكة.

المصدر : الطاقة

إغلاق