قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الغرب لم يحصل على النتائج المتوقعة لدعمه أوكرانيا في الحرب مع روسيا، مؤكداً ضرورة العودة إلى الدبلوماسية من أجل وقف إراقة الدماء. وأضاف إردوغان أن الغرب يقدم لأوكرانيا كل أنواع الدعم النقدي والعيني بكل وسائله، بما في ذلك الأسلحة والذخيرة، وعلى الرغم من كل هذا لم يتمكنوا بعد من الحصول على النتائج التي توقعوها.
وتابع إردوغان، خلال تصريحات أدلى بها في طريق عودته من واشنطن في ساعة مبكرة، السبت، عقب مشاركته في القمة 75 لحلف شمال الأطلسي (ناتو): «في هذه المرحلة أكبر ضمان هو وجود (الناتو) قوة عظمى، وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بين هذه الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا، وهناك دول مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، لا يستطيعون تحقيق النتائج التي يرغبون فيها».
وقال الرئيس التركي إننا «نسعى جاهدين إلى التعامل مع كل من روسيا وأوكرانيا بأكبر قدر ممكن من العدالة، ولكننا نقول لهما إنكما جارتان لنا، وتربطنا علاقات جدية من الماضي». وأضاف: «على سبيل المثال، اتخذنا خطوة عادلة في اتفاقية إسطنبول للممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، وقمنا بتلبية مطالب كل من روسيا وأوكرانيا في عام 2022، الموقف المتوازن الذي حافظت عليه تركيا منذ اليوم الأول للحرب الأوكرانية الروسية معروف للجميع».
ولفت إلى أن روسيا مثل أوكرانيا جار لتركيا تربطه بها علاقات قوية، وهناك علاقات متعددة الأبعاد مع كلا البلدين، وعلى الرغم من الحرب، فإننا نواصل الحفاظ عليها.
وذكر إردوغان أنه أكد خلال قمة «الناتو» في واشنطن أنه من الضروري العودة إلى الدبلوماسية وتمهيد الطريق للمفاوضات دون مزيد من إراقة الدماء، و«أؤكد أننا مستعدون لمواصلة عملية إسطنبول في هذا الاتجاه».
كان إردوغان أكد خلال اجتماعات مجلس حلف «الناتو» وأوكرانيا خلال قمة واشنطن أن تركيا لن تقبل أي تدخل من الحلف في الحرب الروسية الأوكرانية.
وتحافظ تركيا على علاقات متوازنة مع طرفي الحرب، وبذلت محاولات وجهوداً للوساطة بينهما، ورفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا، وأعلنت التزامها فقط بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة.
وقال إردوغان: «إننا نواجه نظاماً عالمياً يهيمن عليه الأقوياء، على سبيل المثال، تتضامن روسيا مع الصين، وهذا الوضع يزعج الغرب بشكل خطير».
وأضاف أن «محاولات تركيا للوساطة من أجل حل سلمي بين روسيا وأوكرانيا لم تتوقف، وبالنسبة لمسألة الحبوب، قلنا، وكذلك روسيا، فلنعطها لأفريقيا، وستحصل عليها تركيا أيضاً، وحاولنا أن نفعل هذا بقدر ما نستطيع. والآن نقول دعونا نعيد فتح ممر الحبوب في البحر الأسود، ونتفاوض بشأن هذا الأمر مع كل من روسيا وأوكرانيا».
وتابع إردوغان: «لم نتوصل بعد إلى نتيجة بشأن هذه المسألة، وكان آخر لقاء لي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول هذا الموضوع خلال قمة (شنغهاي) للتنمية في موسكو، وناقشنا هذه القضايا مرة أخرى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة (الناتو)». وختم إردوغان قائلاً: «نريد أيضاً تشغيل ممر الحبوب مع الجانب الأوكراني، آمل أن نتمكن من البدء في تشغيل هذا الممر مرة أخرى».