في أحدث هجوم جوي روسي استهدف منشآت حيوية أوكرانية، تعرّضت 3 محطات للطاقة الحرارية لأضرار ليل الخميس ، إذ أطلقت القوات الروسية 99 مسيّرة وصاروخاً على على مناطق عدة في غرب ووسط أوكرانيا، كما أعلنت كييف، وأكده مشغّل طاقة أوكراني. وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن الهجوم الروسي استهدف 10 مناطق في البلاد، وأدى إلى إصابة كثير من الأشخاص.
قالت شركة «أوكرانرجو» المشغلة لشبكة الكهرباء، الجمعة، إن هجمات روسية بطائرات مسيَّرة وصواريخ أصابت محطات حرارية ومائية، في هجوم جديد على البنية التحتية للطاقة المتضررة بالفعل، مضيفة «ضرب الروس مرة أخرى الليلة الماضية منشآت الطاقة في هجوم ضخم ومركب… محطات للطاقة الحرارية والكهرومائية في المناطق الوسطى والغربية تضررت». وكتبت على «تلغرام»: «تعرضت المعدات لأضرار بالغة… وبعد انتهاء الهجوم، بدأ مهندسو الكهرباء على الفور في إصلاح الأضرار».
وقال مزوّد الطاقة «دتيك» في بيان: «استهدف المحتلون 3 محطات للطاقة الحرارية تابعة لشركة (دتيك). لحقت أضرار جسيمة بالمعدات. بعد الهجوم، بدأ المهندسون يتعاملون مع تبعاته».
وقال مسؤولون محليون إن القوات الروسية هاجمت البنية التحتية في منطقة كاميانسكي بالقرب من مدينة دنيبرو. وأضافوا أن شخصاً واحداً على الأقل أصيب.
وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو أيضاً إن منشآت للكهرباء في مناطق دنيبروبتروفسك وبولتافا وتشيركاسي تعرضت أيضاً للهجوم.
وقال التلفزيون الأوكراني إن انفجارات سمعت في منطقتي إيفانو فرانكيفسك وخميلنيتسكي وكذلك مدينة دنيبرو بالتزامن مع رصد صواريخ «كروز» روسية في المجال الجوي الأوكراني. وتابع على «فيسبوك»: «جرى استهداف منشآت توليد كهرباء بطائرات مسيَّرة وصواريخ».
وكثّفت روسيا هجماتها الجوية على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة مستهدفة خصوصاً منشآت للطاقة رداً على تصعيد أوكرانيا هجماتها القاتلة على مناطق حدودية روسية.
وذكر الجيش الأوكراني أن قواته الجوية دمرت 58 طائرة مسيَّرة هجومية أطلقتها روسيا الليلة الماضية من إجمالي 60 مسيَّرة، إلى جانب 26 من إجمالي 39 صاروخاً.
وقال قائد بالجيش: «شن العدو هجوماً صاروخياً وجوياً قوياً على قطاع الوقود والطاقة في أوكرانيا باستخدام أنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات الهجومية المسيرة».
وقالت شركة توزيع الكهرباء الأوكرانية «ياسنو»، هذا الأسبوع، إن شركة «دي تي إي كيه» فقدت نحو نصف قدرتها الإنتاجية بعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيَّرة والصواريخ.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال: «واصلت روسيا هجماتها الهمجية ضد نظام الطاقة الأوكراني» مضيفاً أن التيار الكهربائي انقطع في بعض المناطق من دون تحديد نطاقها. وتابع: «تحتاج أوكرانيا إلى مزيد من منظومات الدفاع الجوي لتأمين بناها التحتية الأساسية وحماية سكانها».
ومن جهته، أعلن الجيش البولندي زيادة عمليات مراقبة مجاله الجوي بعد أيام من إطلاق صاروخ روسي باتجاه بلدات في غرب أوكرانيا، حلّق فوق الأراضي البولندية مدة 39 ثانية. وأوضحت قيادة الجيش على منصة «إكس» وقتها أنه مدة نحو 40 ثانية: «انتُهك المجال الجوي البولندي بأحد صواريخ (كروز) التي أطلقها سلاح جو (…) روسيا الاتحادية الليلة الماضية». وأضافت أن «الجسم حلّق في الأجواء البولندية فوق قرية أوسيردو (شرق) حيث بقي 39 ثانية» مشيرة إلى أن أجهزة الرادار العسكرية رصدت الصاروخ طوال فترة تحليقه.
وتابعت: «الجيش البولندي يراقب بشكل متواصل الوضع على الأراضي الأوكرانية، وهو في حالة تأهب لضمان أمن المجال الجوي البولندي».
وعقب هذا الحادث «فُعِّلت كل التدابير اللازمة لضمان أمن المجال الجوي البولندي. كما فُعِّل الطيران البولندي وطيران حلف شمال الأطلسي من بين إجراءات أخرى».
وتدعو كييف حلفاءها الغربيين إلى تسليمها مزيداً من المساعدات وبسرعة أكبر. لكن في بروكسل كما في واشنطن، تعوق انقسامات سياسية عمليات تسليم الأسلحة، وإرسال دعم لكييف في الأشهر الأخيرة.
في الأسابيع الأخيرة، طالب المسؤولون الأوكرانيون، خصوصاً بإرسال مزيد من بطاريات «باتريوت» للدفاع الجوي. وأرسلت هذه المنظومة المضادة للطائرات للمرة الأولى إلى أوكرانيا في ربيع 2023.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من مواصلة الجدل العام بشأن مطالب أوكرانيا بتسليمها صواريخ «تاوروس» الألمانية. وقالت الوزيرة في تصريحات لمجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة الجمعة: «لقد علقت بشكل شامل على موضوع صواريخ (تاوروس)، ولا أعتقد أن المناقشة العامة الجارية حوله ستفيدنا في شيء».
وذكرت بيربوك أن جزءاً من الدعاية الحربية الروسية تخدم غرض تقسيم وزعزعة استقرار الديمقراطيات الغربية، وقالت: «لا ينبغي لنا السماح بذلك. وينطبق هذا بشكل خاص ونحن على أعتاب انتخابات، كما هي الحال الآن قبل انتخابات البرلمان الأوروبي أو انتخابات الولايات في ألمانيا».
ويدور جدل بين أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا منذ أسابيع حول تسليم صواريخ جوالة من طراز «تاوروس» إلى أوكرانيا، التي تتعرض لهجوم من روسيا.
وتعد بيربوك المنتمية لحزب الخضر مؤيدة لتسليم الصواريخ إلى أوكرانيا.
دعا نائب المستشار الألماني روبرت هابيك إلى الاعتدال في الائتلاف الحاكم الألماني خلال النقاش حول الدعم العسكري لأوكرانيا.
وقال وزير الاقتصاد المنتمي لحزب الخضر في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونغ» المقرر صدورها الأحد: «إذا تجادلنا الآن حول كيفية تقديم المساعدات وما إذا كنا سنسلم صاروخ (كروز) من طراز (تاوروس)، فيمكن لبوتين أن يجلس مسترخياً. وسيكون هذا أغبى شيء يمكن أن نفعله». وعلى النقيض من الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، يرفض المستشار أولاف شولتس المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي تسليم «تاوروس» لأوكرانيا. كما أثارت تصريحات رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسينيش، بشأن تجميد الحرب في أوكرانيا انتقادات من الشريكين الآخرين في الائتلاف الحاكم.
وقال هابيك، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «لا ينبغي لنا تبادل الاتهامات بتعريض السلام للخطر. الشخص الذي يعرض السلام للخطر هو بوتين… قتلى هذه الحرب هم قتلى بوتين. لا ينبغي لأحد أن يستغل الوضع، ولا ينبغي لنا أن نتهم بعضنا بأننا نريد استغلاله أيضاً». وعندما سئل عما إذا كان الخلاف بشأن صواريخ «تاوروس» سيستمر، قال هابيك إن مجلس الأمن الاتحادي هو المخول له في النهاية باتخاذ القرار، مشيراً إلى أن الإجماع هناك ضروري لاتخاذ أي قرار بشأن توريد أسلحة، وقال: «إذا غاب هذا الإجماع، فلن يمكننا تسليم الصواريخ. وبالمناسبة، أرى أنه من السليم تماماً التفكير في ذلك على نحو متأنٍّ مثلما يطالب المستشار – حتى لو توصلت في بعض الأحيان إلى استنتاجات مختلفة»، مؤكداً ضرورة عدم السماح للخلاف حول صواريخ «تاوروس» بأن يحجب حقيقة الاتفاق على كثير من النقاط الأخرى. ودعا هابيك إلى تفهم ضرورة تقديم دعم لأوكرانيا، موضحاً أن القيام بذلك يصب في مصلحة ألمانيا، وقال: «لا يريد بوتين احتلال أوكرانيا لصالح إمبراطوريته الروسية العظمى الإمبريالية فحسب، بل يريد أيضاً زعزعة استقرار الديمقراطية الليبرالية خارج أوكرانيا. إذا لم يتم إيقاف بوتين، فلن يتوقف».