
يسافر كير ستارمر إلى بروكسل، يوم الاثنين، ليصبح أول رئيس وزراء بريطاني يحضر اجتماعاً لزعماء الاتحاد الأوروبي منذ أن غادرت المملكة المتحدة التكتل قبل 5 سنوات.
سيتوجه ستارمر إلى العشاء مع زعماء الاتحاد الأوروبي في قصر إيغمونت الكلاسيكي الجديد في بروكسل، ويواجه وضعاً معقّداً دبلوماسياً واقتصادياً، فهو يسعى إلى إعادة بناء العلاقات البريطانية مع الاتحاد الأوروبي مع تجنب الرسوم الجمركية من الرئيس الأميركي الحمائي دونالد ترمب، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
فرض ترمب ضرائب على الواردات على أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين – كندا والمكسيك والصين – ويقول إنه سيفرض أيضاً رسوماً جمركية على السلع من الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، والذي تعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري معه. موقف ترمب تجاه بريطانيا أكثر غموضاً.
أكد ستارمر على رغبته في إقامة علاقة جيدة مع ترمب. وقال المتحدث باسمه إن بريطانيا لديها «علاقة تجارية عادلة ومتوازنة» مع الولايات المتحدة.

وخلال اجتماع في بروكسل مع رئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته، يوم الاثنين، قبل عشاء الاتحاد الأوروبي، قال ستارمر إن المملكة المتحدة لن تضطر إلى الاختيار بين أوروبا والولايات المتحدة.
وقال ستارمر للصحافيين: «هاتان العلاقتان مهمتان للغاية بالنسبة لنا». وأضاف: «إذا نظرتم إلى مصالحنا الحيوية، فمن المهم حقاً أن نعمل مع كليهما (أي الاتحاد الأوروبي وأميركا)، وألا ننظر إلى الأمر على أنه خيار بين الاثنين».
وفيما يتعلق بقضية التعريفات الجمركية، اعتبر ستارمر أن الأمر ما زال مبكراً، وقال: «أعتقد أن المهم حقاً العلاقات التجارية المفتوحة والقوية. كان هذا هو أساس مناقشاتي مع الرئيس ترمب، وأنا أعلم أن هناك مناقشات مكثفة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مخططاً لها».
تُعقِّد معارك ترمب التجارية هدف ستارمر المتمثل في «إعادة ضبط» العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من المرارة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. والأمر معقّد بالفعل بما فيه الكفاية بسبب السياسة الداخلية البريطانية.
يريد ستارمر إزالة بعض البيروقراطية والحواجز الأخرى أمام التجارة مع الكتلة الأوروبية التي فرضها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه استبعد الأمرين اللذين من شأنهما إحداث أكبر قدر من الفارق – إعادة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة للكتلة. كما قاوم ضغوط الاتحاد الأوروبي لإبرام صفقة من شأنها أن تسمح للشباب من بريطانيا والاتحاد الأوروبي بالعيش والعمل في أراضي الطرف الآخر لفترة من الوقت.
تخشى حكومة حزب «العمال» البريطاني من يسار الوسط بقيادة ستارمر إثارة غضب السياسيين الشعبويين مثل زعيم حزب «الإصلاح» البريطاني نايجل فاراج، الذي يستعد للانقضاض على أي «خيانة» متصورة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

يهدف ستارمر إلى إجراء تغييرات متواضعة نسبياً مثل تسهيل قيام الفنانين بالجولات وتمكين المهنيين من الحصول على الاعتراف بمؤهلاتهم، والسعي إلى تعاون أوثق في إنفاذ القانون والأمن مع الاتحاد الأوروبي.
رحّب ساسة الاتحاد الأوروبي بالتغيّر عن نبرة أسلاف ستارمر المحافظين (في رئاسة الوزراء البريطانية) المتشككين في أوروبا، لكنهم يريدون مقترحات ملموسة من رئيس الوزراء الحالي ستارمر، وتنازلات حتمية، من المملكة المتحدة. وتقول بريطانيا والاتحاد الأوروبي إنهما سيعقدان قمة كاملة للقادة في وقت لاحق من هذا العام.
قبل الاجتماع في بروكسل، قال ستارمر إنه سيؤكد على أهمية «مواصلة الضغط» بالعقوبات على روسيا للضغط على «آلتها الحربية» التي تستهدف أوكرانيا.
أثارت عودة ترمب إلى منصبه تساؤلات حول دعم الولايات المتحدة لكييف، وللتحالف العسكري عبر الأطلسي نفسه. قال ترمب إن دول الناتو يجب أن تنفق ما لا يقل عن 5 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، زيادة عن الهدف الحالي البالغ 2 في المائة. كما لم يستبعد ترمب استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جزيرة غرينلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تابعة لعضو الناتو الدنمارك.
وتنفق بريطانيا 2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وتقول إنها ستزيده إلى 2.5 في المائة.