كتب ودراسات
قمة ثنائية لماكرون وميركل لمناقشة خطة التعافي في مرحلة ما بعد كورونا
أعلنت ألمانيا الثلاثاء للمرة الأولى إعادة فرض الحجر على مستوى محلي بسب فيروس كورونا المستجد، بعد ظهور بؤرة إصابة في مسلخ كبير حيث تم إكتشاف أكثر من 1500 إصابة. وتشمل إعادة الحجر، المقرر مبدئيا لغاية 30 حزيران/يونيو، التقييد الصارم للتواصل بين السكان وإغلاق الحانات ودور السينما والمتاحف وحظر الأنشطة الترفيهية في الأماكن المغلقة.
وأصيبت ألمانيا، التي ظلت بمنأئ نسبياً عن الفيروس على عكس شركائها الأوروبيين مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بالصدمة منذ اكتشاف بؤرة إصابة في مسلخ “تونيس، الذي يعد أكبر مسلخ في أوروبا.
“الاتفاقية الخضراء” الأوروبية
ويوقع أن يحسن الرئيس الفرنسي موقعه بعد الهزيمة التي مني بها حزبه الأحد في الانتخابات البلدية التي أظهرت تقدم المدافعين عن البيئة. وأمام المستشارة تحديات كثيرة اعتبارا من الأول من تموز/يوليو بدءا ب”الاتفاقية الخضراء” الأوروبية إلى بريكست مرورا بملف الهجرة او العلاقات مع الصين والولايات المتحدة. ولم تتول رئاسة الاتحاد منذ العام 2007.
خطط الرئاسة الألمانية
لكن تفشي وباء كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه أولوية الأشهر الستة المقبلة.ونهاية أيار/مايو أعلنت ميركل “لقد غّير فيروس كورونا عالمنا كما غير خطط الرئاسة الألمانية”. وقالت ميركل “كانت ردود الفعل الأولية بما فيها ردود فعلنا وطنية وليس دائما أوروبية” وهي تنوي درء “خطر الهوة العميقة التي تتسع أكثر وأكثر في أوروبا”. وباتت تراهن على “التضامن والمساعدة المتبادلة” بين الدول الأعضاء ال27. وهو تغيير تام في موقف ميركل التي اتهمت بالتعنت في ملف اليونان التي كانت قريبة من الإفلاس في 2011.
والمستشارة التي كانت حتى الآن تتعرض لانتقادات بسبب صرامتها في الموازنة وحذرها الكبير على الساحة الأوروبية قد “تستفيد من هذه الرئاسة لتشكيل إرث” بحسب دبلوماسي أوروبي.
المبادرة الفرنسية-الألمانية
وكسرت ميركل التي غالبا ما تتهم بالافتقار إلى الشجاعة السياسية، احدى المحرمات الألمانية في مجال التضامن المالي من خلال اقتراحها مع ماكرون خطة نهوض أوروبية ب500 مليار يورو. واقترح المسؤولان اللذان سيلتقيان مساء في قصر ميسبرغ شمال برلين، تمويل الخطة بدين أوروبي مشترك لتقديم المساعدات للدول الأكثر تضررا بفيروس كورونا.
وناشدت ميركل في وقت سابق الدول التي تشكّك في خطة التحفيز الاقتصادي الأوروبية بـ”أن الأزمة لا يمكن التغلب عليها إلا إذا عملنا مع بعضنا البعض ومع الآخرين” مضيفة ” عدم السماح للاتحاد الأوروبي بالانقسام بسبب أزمة الفيروس التاجي” محذرة من “أن الشعبويين والمتطرفين السياسيين ستثلج صدورهم مثل تلك الانقسامات داخل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
اتفاق حول الموازنة
وفتحت المبادرة الفرنسية-الألمانية الباب أمام خطة المفوضية الأوروبية بقيمة 750 مليار يورو التي ستكون محور نقاشات صعبة في أوروبا. وأكدت الرئاسة الفرنسية “إننا متفائلون ومصممون للتوصل إلى اتفاق حول الموازنة في تموز/يوليو”. وأعلنت ميركل الجمعة لصحف أوروبية منها “لوموند”، “أنها مدركة تماما لصعوبة المفاوضات المقبلة”. والرهان كبير – على حد قولها – لأن نجاح مستقبل الاتحاد الأوروبي سترسم خطوطه العريضة في الأسابيع المقبلة.
تبني خطة نهوض
وحذرت ميركل في مقابلة بالقول من أن عدم تبني خطة نهوض “سيفاقم كل المشاكل” من خلال تغذية الشعبوية. وقالت “نسبة بطالة مرتفعة في بلد ما قد ينمي فيه قوة سياسية متفجرة. وستكون المخاطر المحدقة بالديمقراطية أكبر”.
وفي حال تغلب الاتحاد الأوروبي على تحفظات الدول الأربع – هولندا والنمسا والدنمارك والسويد – المعارضة لخطة النهوض كما هي مطروحة ستكون الرئاسة الدورية الألمانية تكللت جزئيا بالنجاح. لكن معضلة أخرى بانتظار الاتحاد الأوروبي مع وصول مفاوضات ما بعد بريكست إلى طريق مسدود.
مفاوضات ما بعد بريكست
وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير تتفاوض مع بروكسل لإنشاء علاقة تجارية مفيدة مع الاتحاد الأوروبي بعد المرحلة الانتقالية التي تختتم نهاية العام الحالي.
ولم تسمح النقاشات بإحراز تقدم حقيقي في حين يقترب الاستحقاق بسرعة ومعه مخاطر “اللا اتفاق” المدمرة للاقتصاد. ولا تخفي ميركل أيضا بأنها تريد أن ترى أوروبا تتحمل “مسؤوليات أكبر” على المستوى العالمي لمواجهة الصين وأميركا. وتريد ميركل إبرام “اتفاق استثمارات” مع بكين. لكن قمة أوروبية – صينية في أيلول/سبتمبر في لايبزيغ ألغيت بسبب الوباء وأيضا لانسداد أفق التوصل إلى اتفاق.