أوروباالصحة والطبسلايد 1كتب ودراسات
هل الدول الأوروبية مستعدة لمواجهة “موجة ثانية” من فيروس كورونا؟
مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في العديد من البلدان الأوروبية، تسعى الحكومات جاهدة لاحتواء احتمال حدوث موجة ثانية من الفيروس. ويتساءل بعض المواطنين عما إذا كانت الدول مستعدة لمواجهة “موجة ثانية” محتملة.
يتفق العديد من الخبراء على أن أوروبا تشهد عودة ظهور حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، حيث أظهر المواطنون الكثير من التراخي بشأن إحترام إجراءات الوقاية وإلتزام مسافة التباعد الاجتماعي خلال أشهر الصيف.
فرنسا
وشهدت فرنسا زيادة بنسبة 78 في المئة في معدل الإصابة الأسبوعي بكوفيد-19 لكل 100 ألف شخص. وزادت حالات الإصابات الجديدة من بضع مئات يوميًا إلى أكثر من 1000 حالة. يرجع بعض هذه الزيادة إلى توسيع نطاق إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس وتحديد الحالات غير المصحوبة بأعراض، خاصة عند الشباب. وحذر مسؤولو الصحة من أن المزيد من الشباب يظهرون نتائج إيجابية للفيروس وهم يتجاهلون مسافة التباعد الاجتماعي.
إسبانيا
تعد إسبانيا مرة أخرى نقطة ساخنة في أوروبا وسجل معدلات الإصابة إرتفاعا في المناطق الشمالية الشرقية بالقرب من برشلونة، مما دفع بالمسؤولين إلى إقرار المزيد من القيود. فهل تواجه أوروبا بداية “الموجة الثانية” من الفيروس مع انتشار واسع النطاق تماما كما حدث خلال الموجة الأولى التي أجبرت معظم البلدان على إغلاق حدودها وإعلان إحتواء كامل؟
رفع القيود يعني عودة الحالات
قال الدكتور مايك رايان، مدير برنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية “إن الافتراضات التي تفيد بأن المرض سيأتي بشكل طبيعي على شكل موجات هو افتراض قائم على الأوبئة السابقة مع فيروسات تنفسية أخرى مثل الإنفلونزا”. وأضاف الدكتور “ما هو واضح هو أن الدول التي طبقت إجراءات الوقاية تمكنت من قمع الفيروس وعندما تم رفع تلك الإجراءات عاد الفيروس.”
إن رفع إجراءات الوقاية من تفشي الفيروس يؤدي حتمًا إلى عودة الفيروس، ولكن يمكن أن تساعد إجراءات التباعد الاجتماعي وطرق الاختبار وتتبع المصابين في احتواء عودة كبيرة للفيروس في أوروبا كما حدث خلال الموجة الأولى في آذار/مارس ونيسان/أبريل.
تؤكد سارة فورتشن، أستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد بقولها “أعتقد أننا يجب أن نعتبر أنفسنا دائمًا معرضين للخطر حتى تكون لدينا مناعة لا يمتلكها أي مجتمع، أو لقاح.”.
يقول الخبراء طالما إن الفيروس موجود في المجتمع، يجب ألا يتخلى الناس عن التباعد الاجتماعي حتى تظل أعداد الحالات منخفضة. ويشير البروفيسور يورغن هاس، رئيس قسم طب الأمراض المعدية في جامعة إدنبره إلى أنه “في الوقت الحالي، لا تزال الأرقام قليلة جدًا، لكننا نرى زيادة في العديد من البلدان الأوروبية، لذا يمكن أن تكون بداية موجة ثانية. في بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة، لم يتم رفع قيود التباعد الاجتماعي إلا في الآونة الأخيرة، لذا يمكن توقع أن تبدأ حالات الإصابة في الإرتفاع.”
قال بعض الخبراء إن تعريف الموجة الثانية مرتبط بالطريقة التي يتم بها عرض حالات الوفيات الناجمة عن الفيروس والإصابات الجديدة في اليوم ومن ثمة سيتم تحديد ما إذا كان من الممكن السيطرة على المرض أم لا.
إيطاليا
كانت إيطاليا، على سبيل المثال، نقطة أوروبية ساخنة في وقت مبكر وسجلت تصاعدا كبيرا لحالات الإصابة اليومية الجديدة في شهر آذار/مارس ولكنها تمكنت منذ ذلك الحين من الحفاظ على السيطرة على انتشار الفيروس وهي تسجل حوالي بضع المئات من حالات الإصابة يوميًا.
في غضون ذلك، أصدرت المملكة المتحدة قيودًا على الحركة في وقت لاحق، وكان لديها آلاف الحالات الجديدة لفترة أطول من الزمن، مع انخفاض أعداد حالات الإصابة اليومية بعد ذلك. وتمثل هذه المنحنيات أيضًا العدد اليومي للوفيات بسبب الفيروس، والتي ظلت منخفضة في البلدان التي أصدرت تعمليات الإغلاق.
قال جابرييل سكالي، عضو لجنة ساج SAGE المستقلة البريطانية التي تقدم المشورة للحكومة “جزء من تفكيرنا التعريفي ربما يعتمد على رؤية المنحنيات الوبائية للوفيات من المدن الأمريكية خلال الإنفلونزا الإسبانية قبل مائة عام”. وأضاف سكالي “أعتقد أن الفيروس عاد للظهور في المملكة المتحدة. لقد كان منحنى الوباء في المملكة المتحدة حتى الآن طويلاً للغاية وتم استنفاده بسبب الاستجابة المتأخرة وغير الكافية في الأشهر الأولى”.
انخفاض حالات الإصابة خلال الصيف
قال المسؤولون الألمان إنه من الضروري التحكم في انتشار الفيروس التاجي خلال الصيف، مرحجا أن يكون معظم الأوروبيين خارج بلادنهم. وقال هيلج براون، كبير موظفي أنجيلا ميركل “يجب أن نعمل من أجل تخفيض أرقام الإصابات مرة أخرى، ويجب أن تكون عند أدنى مستوى ممكن في نهاية الصيف لأنه، وفقًا لكل ما نعرفه حتى الآن، من السهل علينا الحفاظ على انخفاض أعداد المصابين في الصيف”.
يشعر الكثير من الأوروبيين بالقلق من إمكانية انتقال العدوى في المجتمع بشكل أكبر خلال موسم الخريف. وأكد هاس هذا القلق بقوله “من المحتمل جدًا، لأننا نعلم أن كوفيد-19 ينتقل عن طريق الرذاذ والهباء الجوي، وخلال موسم الشتاء عندما يميل الناس إلى البقاء بشكل رئيسي في غرف مغلقة، سيؤدي ذلك تلقائيًا إلى زيادة أعداد الإصابة”، ملفتا في نفس الوقت إلى أن فيروس كورونا المستجد لا يبدو وأنه عدوى موسمية مثل الأنفلونزا.
المصدر: يورونيوز