ايطالياسلايد 1مجلات ودوريات

مهرجان البندقية السينمائي يفتقد إنتاجات هوليوود ونجومها

غيب جائحة كوفيد-19 نجوم هوليوود هذا العام عن مهرجان البندقية السينمائي، وهذا يتضارب مع طموحه ليصبح منصة انطلاق نحو جوائز الأوسكار، هو الذي شهد في دوراته السبع والسبعين مرور كبار الممثلين والمخرجين الأميركيين على سجادته الحمراء، مثل مارلون براندو ومارتن سكورسيزي وروبرت دي نيرو.

وسيكون مهرجان البندقية، وهو أقدم مهرجان سينمائي في العالم، أول حدث سينمائي ذي حجم دولي يقام منذ بداية الأزمة الصحية العالمية، بعد إلغاء أهم المهرجانات، وبينها مهرجان كان، المنافس المباشر له، في أيار/ مايو الماضي.

ويتنافس 18 فيلماً على انتزاع جائزة “الأسد الذهبي” التي حازها فيلم “جوكر” لتود فيليبس العام 2019، قبل أن يفوز بعد خمسة أشهر بجائزتي أوسكار، إحداهما جائزة أفضل ممثل لجواكين فينكس. وبين الأفلام المتنافسة في البندقية، واحد فرنسي، وآخر هندي، وأربعة أفلام إيطالية. أما الأفلام الأميركية فانها قليلة جداً.

Joel Ryan/AP2008
صورة من ألأرشيف-جورج كلوني يصل إلى البندقية بإيطاليا على متن قارب تاكسي للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائيJoel Ryan/AP2008

وليس في لائحة المتنافسين أيّ من أسماء هوليوود الكبيرة، إذ يقتصر تمثيل الولايات المتحدة على مخرجتين فحسب. فالصينية الأميركية كلويه زهاو، صاحبة الفيلم المستقل “ذي رايدر”، ستقدم في البندقية فيلمها “نومادلاند”، وهو فيلم عن بدوية من العصر الحديث في نيفادا، تؤدي دورها الممثلة الحائزة جائزة أوسكار فرانسس ماكدورماند، في حين تقدم مخرجة أقل شهرة هي النروجية مونا فاستفولد فيلم “ذي وورلد تو كوم”.

Taylor Jewell/2018 Invision
صورة من الأرشيف- كلوي تشاوTaylor Jewell/2018 Invision

ومن خارج المسابقة، يبرز فيلم “وانت نايت إن ميامي” من إخراج الممثلة الأميركية الأفريقية ريجينا كينغ، ويتناول بدايات الملاكم كاسيوس كلاي (الذي سيصبح محمد علي) ومالكولم إكس. وتكمن أهمية الفيلم في تزامنه مع موجة الاحتجاجات والتظاهرات التي تهز الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة بحق السود، قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

Carlo Allegri/AP
صورة من الأرشيف- الممثلة ريجينا كينغCarlo Allegri/AP

ومع أن نجمة هوليوودية هي الأسترالية كيت بلانشيت تتولى رئاسة لجنة التحكيم هذه السنة، ثمة تناقض كامل مع العام الماضي، حين استقطب مهرجان البندقية، إضافة إلى “الجوكر”، فيلم الرحلة الفضائية “أد أدترا” للمخرج جيمس غراي مع براد بيت، وفيلم “ذي لاوندرومات” لستيفن سودربرغ.

Joel C Ryan/Invision
صورة من الأرشيف- الممثلة كيت بلانشيتJoel C Ryan/Invision

غرفة إنتظار لجوائز الأوسكار

ولاحظ المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا، مهندس “قصة الحب” بين مهرجان البندقية وهوليوود في السنوات الأخيرة، أن “بعض الأفلام المهمة ستغيب، إذ تحول دون مشاركتها تدابير الحجر التي لا تزال تلقي بثقلها على برمجة إطلاق الأفلام الهوليوودية المنتظرة”.

وتنفتح الأفلام السينمائية على المنصات الأميركية للبث التدفقي أو الفيديو على الطلب كمنصة “نتفليكس”، وهو ما ينتقده قسم من العاملين في المهنة.

ويندرج مهرجان البندقية في رزنامة المهرجانات التي تسبق موسم الجوائز الأنغلو-ساكسونية، وكان يُعتَبَر بمثابة “غرفة انتظار” لجوائز الأوسكار، إذ يقام كمهرجان تورونتو في توقيت مثالي في ايلول/ سبتمبر، في حين أن مهرجان كان يقام في توقيت مبكر بالنسبة إلى هذه الجوائز، بينما توقيت مهرجان برلين متأخر، إذ يقام في شباط/ فبراير.

Arthur Mola/2019 Invision
جولي أندروز وألبرتو باربيرا جائزة الأسد الذهبي في الدورة 76 من مهرجان البندقية السينمائي- صورة من الأرشيفArthur Mola/2019 Invision

ومن الأفلام التي عرضت أو نالت جوائز في البندقية قبل أن تفوز بجوائز أوسكار بعد أشهر، “غرافيتي” و”روما” لألفونسو كوارون، و”لالا لاند” لداميان شازيل، و”ثري بيلبوردس” لمارتن ماكدوناه. ولكن هذه السنة، بين القيود الصحية على السفر، وصالات السينما التي أقفلت لمدة ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة، باتت لدى شركات الإنتاج هموم أخرى.

Rebecca Blackwell/Copyright 2017 The Associated Press. All rights reserved.
المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون عقب انتهاء تصوير فيلمه “روما” – صورة من الأرشيفRebecca Blackwell/Copyright 2017 The Associated Press. All rights reserved.

وفي ظل هذا الركود، أرجئ إطلاق كل الإنتاجات الكبرى، وفي مقدمها “تينيت” لكريستوفر نولن، الذي أطلق هذا الأسبوع في أكثر من 70 بلدا بعد طول انتظار، وفيلم جيمس بوند الجديد، والجزء التاسع من “فاست أند فوريوس” وكذلك “ووندر وومن 1984”. أما شركة “ديزني” فأعادت توجيه فيلمها “مولان” نحو منصات البث التدفقي، في حين أرجئ احتفال توزيع جوائز الأوسكار نفسه شهرين إذ سيقام في 25 نيسان/ أبريل 2021.

Arthur Mola/2018 Invision
صورة من الأرشيف- المخرج كريستوفر نولانArthur Mola/2018 Invision

وشاءت سخرية القدر أن مهرجان كان المنافس لمهرجان البندقية، والذي اضطر إلى إلغاء دورته الميدانية، تمكن من استقطاب إنتاجات هوليوودية إلى برنامجه هذه السنة، بينها الفيلم التحريكي “سول” من إنتاج شركة “بيكسار”، وفيلم “ذي فرنش ديسباتش” لويس أندرسون، اللذان أدرجا ضمن اللائحة الرسمية لمسابقته.

المصدر: يورونيوز

إغلاق