الصحة والطببلجيكاسلايد 1كتب ودراسات

كورونا انتشر في دور رعاية المسنّين ببلجيكا منذ يناير الماضي وإجراءات الاحتواء كانت متأخرة

عرفت دور رعاية المسنّين في بلجيكا من معدل وفيات كبير بلغ 86٪ خلال الأسابيع الأولى لانتشار فيروس كورونا وفقًا لتقرير أعده اثنان من الأكاديميين في بروكسل وتم إيداعه مكتب رئيسة الوزراء البلجيكية صوفي ويلميس .

تم إعداد التقرير المؤلف من 130 صفحة، من قبل البروفيسور المختص في علم الأوبئة من جامعة بروكسل الحرة، رافائيل لاغاسي وباتريك ديبوسيير عالم في البيولوجيا

ومن بين الاستنتاجات الأكثر إثارة للدهشة التي خلص إليها التقرير أن الفيروس يحتمل أن كان مستشريا في بلجيكا منذ يناير الماضي. ويضيف التقرير أن دور رعاية المسنّين عانت كثيرا من تبعات فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد.

وفي 22 من آب/أغسطس أعلنت السلطات الصحية الفلمنكية عن ثبوت إصابة 30 شخصًا آخر بفيروس كورونا المستجد كوفيد -19 في دار رعاية المسنين في ميلسينهوف في مدينة ميكلين، حيث تم اكتشاف 41 إصابة أخرى بالفيروس في منتصف شهر يوليو حيث عُثر على 33 نزيلا بدور الرعاية و8 موظفين مصابين بـ كوفيد-19، وذلك بعد جولة سابقة من إختبارات الكشف عن كورونا، وتم إعادة اختبار 85 نزيلا و 48 موظفًا ممن كانت نتائج إختباراتهم تثبت خلوهم من حمل الفيروس.

وفي الرابع عشر من يوليو/تموز أصدرت منظمة “أطباء بلا حدود” تقريرا عن بلجيكا بعنوان “تجاهل الاستجابة لكوفيد-19″، ووصفت المنظمة غير الحكومية إدارة وباء كوفيد-19 في دور المسنين في بلجيكا بأنها “أزمة إنسانية”.

وقالت المنظمة غير الحكومية في تقريرها إن الوباء أودى بحياة أكثر من 6200 من نزلاء دور رعاية المسنين، أى ما يعادل 64% من الوفيات المرتبطة بـ كوفيد-19 في بلجيكا.

وأشارت أيضاً إلى أن القيود المفروضة على إحالة المرضى في الحالات الحرجة إلى الخدمات الطبية الخارجية، ولاسيما إلى المستشفيات بالإضافة إلى أن هذه التحويلات إنتقلت من 86% قبل الأزمة إلى 57% فى خضم انتشار الوباء في البلاد.

وتقول ستيفاني جوبلوم، المسؤولة عن مشروع منظمة أطباء بلا حدود لدعم دور المسنين، إن ما يقارب الـ”50% فقط” من موظفي دور الرعاية كانوا على علم كافٍ حول كوفيد-19 ومخاطر انتقاله”.

وأضافت منظمة أطباء بلا حدود أن الفحص لم يتم فى أكثر من ثلاثة دور رعاية من أصل 10، وأن عزل الحالات المؤكدة لم يتم فى 40% من الحالات.

وقال الدكتور برتراند دراجيز، رئيس منظمة أطباء بلا حدود المكلف برعاية دور المسنين في بلجيكا: “من أجل الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة موجة وباء كوفيد-19، يجب تعلم الدروس المستفادة من تجارب الأشهر القليلة الماضية دون تأخير”.

يعتمد التقريرعلى متوسط ​​الوفيات بين عامي 2018 و 2019 حسب العمر والجنس ، للسكان بشكل عام ويخص الأمر أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ممن يقيمون في في دور الرعاية الخاصة بالمسنّين.

بالنسبة لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 90 عامًا ، يكون الفرق بين الرجال والنساء طفيفًا حين يتعلق الأمر بمعدل الوفيات: أي بـ 1.4 مرة أعلى للرجال و بـ 1.5 مرة للنساء.

تزداد النسبة مع الفئة العمرية الأصغر ، حيث وصل أخيرًا إلى 7.7 مرة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 69 عامًا و 9.6 مرة للنساء في نفس العمر.

وبعبارة أخرى ، فإن معدل الوفيات الإضافي يزيد بنحو عشرة أضعاف بين النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 65 و 69 عامًا في دور الرعاية مقارنة بمعدل الوفيات في غير دور الرعية.

وبحسب التقرير فخلال الفترة من بداية الأسبوع 11 (9 مارس) إلى نهاية الأسبوع 20 (17 مايو) من هذا العام ، فإن نسبة معدل الوفيات تختلف بشكل كبير حسب العمر ، على النحو التالي:

بالنسبة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65-69 – يبلغ المعدل 15.3 بالمئة ؛ أما الذين تتراوح أعمارهم بين 75-79 – 9.8 بالمئة وما بين 80-84 – 7.2 بالمئة وما بين 85-89 – 4.1 بالمئة و أكثر من 90 – 2.4 بالمئة.

للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 65 و 69 – يبلغ المعدل16.7 بالمئة ؛ الذين تتراوح أعمارهن بين 70-74 يبلغ المعدل 17.2 بالمئة وما بين 75-79 – 10.6 بالمئة ؛ 80-84 – 6.6 بالمئة ؛ 85-89 – 4.0 بالمئة ؛ أكثر من 90 – 2.3 بالمئة.

خلال تلك الفترة التي دامت عشرة أسابيع ، حدثت 681 حالة وفاة بين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ضمن عموم السكان أي خارج دور الرعاية، مقارنة بـ 3313 وفيّة في دور الرعاية الخاصة بالمسنين. وسجلت 447 حالة وفاة بين النساء فوق سن 65 ضمن عموم السكان أي خارج دور الرعاية. أما في دور الرعاية فقد سجلت 2070 حالة وفاة.

فيما يتعلق بالنقطة الثانية ، يبدو أن البيانات تظهر أن كوفيد-19 كان موجودًا في بلجيكا ، وتحديداً في دور الرعاية الخاصة بالمسنّين حتى قبل ظهور أول ضحية معروفة في بلجيكا. هذا الاستنتاج يستند حسب التقرير إلى أدلة تقصي الحالاتت الوبائية.

ويشير الباحثان إلى أن “التحليل التفصيلي لاعداد وفيات كوفيد-19 يظهر أن الفيروس تسبب في زيادة الوفيات بشكل أسرع قليلاً في دور رعاية المسنين”. ويعتقد الباحثان أن الفيروس كان بالفعل موجودا في بلجيكا في 15 يناير بناء على معطيات تقارير سريرية عن أشخاص كانوا في المستشفى بحاجة إلى التهوية أو حتى في حالات غيبوبة.

ويرى الباحثنان اللذان أعدّا التقرير أن الإجراءات التي تم اتخاذها في 9 مارس كانت بالفعل متأخرة للغاية. وفي آخر تقرير صدر عن معهد الصحة العامة الفيدرالي البلجيكي سيونسانو سجلت السلطات الصحية في الفترة مابين 24 و 30 أغسطس ما معدله 439.9 إصابة بفيروس كورونا الجديد يوميًا في بلجيكا ، بانخفاض 11٪ مقارنة بالفترة المرجعية للأيام السبعة السابقة وبالتالي وصل عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19 في بلجيكا منذ بداية الوباء الى9898 حالة وفاة.

وبحسب معهد الصحة العامة الفيدرالي البلجيكي سيونسانو تم تسجيل ما متوسطه ​​14.7 حالة دخول إلى المستشفى بإنخفاض قدره (-39٪) مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، أما عن الوفيات فقد سُجل ما متوسطه 3.9 وفيات باخفاض (-36٪) يوميًا مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.

المصدر: يورونيوز

إغلاق