بعد فشل المرحلة الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، غيرت روسيا تكتيكاتها في الحرب وتم التركيز على مناطق دونباس. وكان هدف موسكو الأصلي خلال الحرب في أوكرانيا هو «ما أرادت دائماً تحقيقه»، أي منع المزيد من التوسع في «حلف شمال الأطلسي»، وبشكل خاص منع عضوية أوكرانيا في الحلف. وتغيرت أهداف الحرب التي يطالب بها المسؤولون الروس بمرور الوقت، بسبب الوضع المتغير على الجبهة.
وشهدت الأشهر الماضية تقدماً بطيئاً للقوات الروسية في الشرق والجنوب، مع تراجع على بعض الجبهات. ويبدو أن روسيا كانت غير مستعدة بشكل جيد من الناحية اللوجستية.
ويُبدي الجيش الأوكراني مرونة عالية في مقاومة العدوان الروسي، رغم الخسائر الكبيرة، فيما لا يزال الجيش الروسي قادراً على المضي قدماً على حساب القوة النارية الهائلة، لكن ببطء، من خلال خطوات تكتيكية صغيرة. وسيؤثر استمرار الدعم الغربي بالسلاح على مجريات الحرب ويعزز الموقف الأوكراني ولكن سيطيل أمد الحرب.
ورغم السعي لحل سياسي لإيقاف الحرب، إلا أن جميع المبادرات لم تنجح بسبب إصرار طرفي تلك الحرب على التمسك بالشروط والدخول في المفاوضات من منطلق قوة وبعد تحقيق تقدم عسكري. وتعتمد الولايات المتحدة وأوروبا على استراتيجية إدارة الصراع وليس حل الصراع.
تأثر الاقتصاد العالمي بأكمله بالحرب وشهد تباطؤاً في النمو وزيادة سرعة التضخم وأزمة غذاء وطاقة، علماً أن ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب سيؤدي إلى التقليل من تأثير العقوبات الغربية على روسيا.
المصدر : ابعاد