أعلنت إسبانيا والبرازيل الجمعة والسبت أول 3 وفيات خارج أفريقيا لمصابين بجدري القردة، ويأتي ذلك بعد أن رصدت منظمة الصحة العالمية 18 ألف إصابة في العالم، معظمها في أوروبا.
وبذلك يرتفع عدد الوفيات المسجلة على مستوى العالم منذ مايو/أيار إلى 8 حالات، بعد الإبلاغ عن أول 5 وفيات في أفريقيا حيث يعدّ المرض مستوطنًا وكان اكتشافه أول مرة لدى البشر في عام 1970.
بدوره، حذر المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية اليوم السبت أنه يمكن توقع مزيد من الوفيات المرتبطة بجدري القردة، مع التشديد على أن المضاعفات الخطرة للمرض ما زالت نادرة.
وقالت كاثرين سمولود، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في أوروبا، في بيان، “مع استمرار انتشار مرض جدري القردة في أوروبا، نتوقع رؤية مزيد من الوفيات”.
وأكدت أن الهدف يجب أن يكون “وقف انتقال العدوى بسرعة في أوروبا، ووقف تفشي المرض”.
وفي إسبانيا، أبلغت وزارة الصحة اليوم السبت عن ثاني وفاة مرتبطة بجدري القردة، بعد يوم واحد من إعلان أول وفاة مرتبطة بتفشي المرض حاليا في أوروبا.
وقالت الوزارة في تقرير “من بين 3750 مريضا، نُقل إلى المستشفى 120 وتوفي اثنان”، مؤكدة أن المتوفيين “شابان”، وأنها تجري تحاليل لجمع مزيد من “المعلومات الوبائية” بشأن الحالتين.
وفي البرازيل، توفي رجل يبلغ من العمر 41 عامًا مصاب بالفيروس، الخميس، في مدينة “بيلو هوريزونتي” بجنوب شرقي البلاد، حسب ما أعلنت أمانة الصحة في ولاية “ميناس جيرايس” أمس الجمعة، موضحة أنه دخل المستشفى بسبب حالات طبية خطرة أخرى.
وقال وزير الصحة في ولاية “ميناس جيرايس”، فابيو باكيريتي، إن “من المهم التأكيد أنه كان يعاني من أمراض مصاحبة خطرة، حتى لا نثير الذعر بين الناس”.
طوارئ عالمية
أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، تسجيل أكثر من 18 ألف إصابة بجدري القرود و5 وفيات في 78 دولة، معظمها في أوروبا.
وفي 24 يوليو/تموز أعلنت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب، وهي حالة طوارئ للصحة العامة على مستوى دولي، لتعزيز مكافحة جدري القردة المعروف أيضًا باسم “أورتوبوكسفايروس سيميان” (orthopoxvirus simian).
وتشمل العلامات المبكرة للمرض ارتفاع درجة الحرارة، وتضخم الغدد اللمفاوية، وطفحا جلديا يشبه جدري الماء.
ووفقا للمنظمة، فإنه يمكن إيقاف تفشي المرض إذا أخذت البلدان والشعوب الأمر على محمل الجد، وشددت على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف انتقال العدوى بالحد من التعرض.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في ندوة عبر الإنترنت بشأن فيروسي كورونا وجدري القرود، إن نحو 10% من الحالات تتطلب دخول المستشفى “لعلاج الألم الناجم عن المرض”.
وأضاف المسؤول الصحي أن أكثر من 70% من الإصابات في أوروبا، و25% في الأميركيتين.
وأوضح غيبريسوس “رغم أن 98% من الحالات حتى الآن بين الرجال الشواذ جنسيا، فإن أي شخص يتعرض للمصابين يكون عرضة للإصابة بالمرض”، ولهذا السبب توصي منظمة الصحة العالمية بأن تتخذ البلدان إجراءات لتقليل مخاطر انتقال العدوى إلى الفئات الضعيفة الأخرى، بمن في ذلك الأطفال والحوامل.
وأكد غيبريسوس أن “الصحة العالمية” توصي بالتطعيم المستهدف لأولئك الذين تعرضوا لشخص مصاب بجدري القرود، وغيرهم من الأشخاص المعرضين لخطر كبير للإصابة.
والاثنين الماضي منحت المفوضية الأوروبية الإذن بتسويق لقاح الجدري التقليدي “إيمفانيكس” (Imvanex) المصنع من قبل شركة التكنولوجيا الحيوية الدانماركية البافارية الشمالية “Bavarian Nordic”، لاستخدامه ضد مرض جدري القرود.
المصدر : الجزيرة + وكالات