أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه تبعية أوروبا للولايات المتحدة أو الصين، محذراً من «الحصانة خارج الحدود الإقليمية» للدولار، وقال إن على أوروبا ألا تسرّع وتيرة هذا الصراع بل أن تأخذ الوقت الكافي لبناء موقعها كقطب ثالث، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحيفتي ليزيكو وبوليتيكو الفرنسيتين خلال زيارته للصين.
وكان ماكرون زار الصين الجمعة، قبل إجراء بكين مناورات عسكرية كبيرة حول تايوان. وقال «أسوأ شيء هو الاعتقاد أننا نحن الأوروبيين يجب أن نكون أتباعاً» و«أن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني».
ودعا أوروبا إلى «الاستيقاظ»، مضيفاً «أولويتنا ألّا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم».
وتابع «لماذا علينا اتّباع الإيقاع الذي يختاره الآخرون؟ في مرحلة ما، علينا أن نطرح على أنفسنا سؤال أين تكمن مصلحتنا علمًا أننا لا نريد الدخول في منطق الكتلة مقابل الكتلة».
اهتمام
وكان الإليزيه أفاد بأن اجتماع الجمعة بين ماكرون وشي كان «مكثفاً وصريحاً» ناقلاً اهتمام ماكرون الشديد بـ «تراكم التوترات في المنطقة».
وفي مقابلته مع صحيفة «ليزيكو»، دعا إلى أن يكون «الاستقلال الاستراتيجي» هو «معركة أوروبا»، محذراً من أن «تسارع الاحتكار الثنائي» الصيني الأمريكي قد يؤدي إلى خسارة «الوقت والوسائل لتمويل» هذا «الاستقلال الاستراتيجي».
وقال ماكرون لـ «بوليتيكو»: «إذا احتدمت التوترات بين القوتين العظميين لن يكون لدينا الوقت ولا الموارد لتمويل استقلالنا الاستراتيجي وسنصبح تابعين».
وقال «سنصبح تابعين في حين أننا قادرون على أن نكون القطب الثالث إذا كان لدينا بضع سنوات لتأسيسه». وأضاف «يكمن التناقض في إرساء عناصر لاستقلال استراتيجي أوروبي حقيقي، وفي الوقت عينه اتباع السياسة الأمريكية».
ولفت إلى أنه «فاز في المعركة الأيديولوجية» في الاتحاد الأوروبي، إذ «قبل خمسة أعوام كنّا نقول إن السيادة الأوروبية غير موجودة». ودعا إلى «تعزيز الصناعة الدفاعية» و«تسريع المعركة من أجل الطاقة النووية والطاقات المتجددة» في القارة الأوروبية.
ضرورة
وحذر ماكرون مما أسماه «الحصانة خارج الحدود الإقليمية» للدولار الأمريكي، والتي يمكن أن تجبر الشركات الأوروبية على التخلي عن التعامل مع دول ثالثة أو المخاطرة بانتهاك العقوبات، داعياً إلى ضرورة أن تقلل أوروبا من اعتمادها على الدولار «خارج الحدود الإقليمية».
في وقت سابق، قال الكاتب الفرنسي رينو غيرارد، إن أمريكا دفعت نفسها إلى وضع يتجه فيه العالم نحو نزع الدولار الذي لا مفر منه.
ويعتقد رجل الأعمال والملياردير إيلون ماسك أيضًا، أن عددًا من الدول قررت التخلي عن الدولار كعملة احتياطية، حيث كان هذا القرار مستفزًا للسياسة الأمريكية المتشددة، بحسب صحيفة «بوليتيكو».
المصدر : وكالات