تمكّن رجال إطفاء من السيطرة على حريق اندلع في برج كاتدرائية روان العتيقة، الواقعة في شمال فرنسا، اليوم الخميس، بعد أن تسبّب في صعود عمود كثيف من الدخان إلى السماء، في مشهد أعاد إلى أذهان المارّة حريقاً نشب في كاتدرائية نوتردام بباريس عام 2019.
ووفق «رويترز»، بينما كان المارة يتابعون الحريق وهم في حالة ذعر، هرعت 40 سيارة إطفاء إلى موقع الحريق، ونصبت فِرق الطوارئ حواجز أمنية حول الكاتدرائية، وهي إحدى روائع العمارة القوطية الفرنسية في العصور الوسطى، والتي اشتُهرت بفضل سلسلة لوحات الفنان الانطباعي الفرنسي الشهير، كلود مونيه، التي صوّرتها في القرن التاسع عشر.
وقال شاهد يُدعى باتريك وايزلينك، لتلفزيون «بي.إف.إم»، إنه كان جالساً في شرفة مقهى قريب عندما سمع الناس يصرخون «حريق».
وأضاف: «أدرتُ رأسي ورأيت برج الكاتدرائية، والغطاء البلاستيكي الذي كان يغطي أعمال الترميم وهو يحترق بألسنة لهب كبيرة وينبعث منه دخان أسود كثيف».
وتابع قائلاً: «أول شيء جالَ بخاطرنا هو ما حدث في باريس. وصُدمنا، بالطبع، لكن الشرطة وصلت وأقامت حواجز أمنية، ثم جاء عمال الإطفاء».
وتخضع الكاتدرائية لأعمال ترميم منذ سنوات، وكانت مُحاطة بسقالات معدنية وغطاء أبيض اللون عندما اندلعت النيران على ارتفاع نحو 120 متراً فوق سطح الأرض.
وقال رئيس فريق الإطفاء، ستيفان جويزيك، إن العمال المشاركين في أعمال الترميم أبلغوا عن اندلاع الحريق.
وأظهرت لقطات تلفزيونية، الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش، أن عمود الدخان توقّف عن التصاعد من البرج.
وقال رئيس فريق الإطفاء إنه جرى إرسال 50 عامل إطفاء، ونحو 40 سيارة للمشاركة في عملية إخماد الحريق، مضيفاً أنهم سيعملون دون كلل، حتى إخماد النيران تماماً.
ويبدو أن كاتدرائية روان تفادت مصير كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس، والتي اندلع حريق فيها أثناء أعمال ترميم، مما تسبّب في تدمير السقف والبرج، وكاد يُطيح بأبراج الجرس الرئيسية.
وبعد مرور خمس سنوات، لا تزال عملية ترميم كاتدرائية نوتردام مستمرة، ومن المقرر إعادة افتتاحها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وبلغت تكلفة أعمال تجديدها حتى أبريل (نيسان) الماضي، نحو 550 مليون يورو (599 مليون دولار).