أخبارأوروبا

بوتين وصفه بـ«الوطني»… ماذا نعرف عن الروسي كراسيكوف الذي أطلق سراحه في صفقة التبادل؟

توصلت الولايات المتحدة وأربع دول حليفة، الخميس، إلى اتفاق مع روسيا بخصوص أكبر تبادل للسجناء بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، في عملية تتضمن إطلاق سراح 24 سجيناً وقاصرين.

وتفاوضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على عملية التبادل المعقدة مع روسيا والعديد من الدول الأخرى سراً لأكثر من عام، ووافقت على إعادة ثمانية سجناء محتجزين في الغرب إلى روسيا، بينهم فاديم كراسيكوف، الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لقتله معارضاً شيشانياً ويحمل جنسية الجورجية أيضاً في برلين.

فماذا نعرف عن فاديم كراسيكوف؟

تصدّر كراسيكوف قائمة الكرملين لأبرز الشخصيات الروسية التي شملتها عملية تبادل السجناء اليوم. وكان الرئيس فلاديمير بوتين ألمح في وقت سابق من هذا العام إلى أنه مهتم بتحرير كراسيكوف الـ«وطني» المحتجز في ألمانيا.

ووافقت الحكومة الألمانية اليوم على الإفراج عن كراسيكوف، البالغ من العمر 58 عاماً، الذي أدين في 2021 بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل قيادي انفصالي شيشاني سابق في برلين لحساب جهاز الأمن الروسي.

 

فاديم كراسيكوف (رويترز)

 

ووفق السلطات الألمانية، قام كراسيكوف بقتل سليم خان خانغوشفيلي في 23 أغسطس (آب) 2019، وهو مواطن جورجي كان يبلغ حينها 40 عاماً، قاتل القوات الروسية في الشيشان، وطلب لاحقاً اللجوء في ألمانيا.

وقُتل خانغوشفيلي بالرصاص من الخلف بالقرب من حديقة بوسط برلين، باستخدام مسدس كاتم للصوت. ورأى شهود عيان المسلح وهو يرمي دراجة وبندقية وشعراً مستعاراً في نهر قريب. وألقت الشرطة القبض عليه قبل أن يتمكن من الفرار على دراجة نارية، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وعند الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2021، قال القضاة الألمان إن كراسيكوف تصرف بناءً على أوامر السلطات الروسية، التي أعطته هوية مزورة وجواز سفر وموارد لتنفيذ عملية القتل.

ويقال إن كراسيكوف خدم في وحدة قوات خاصة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وهي الوكالة التي خلفت جهاز الـ«كي جي بي».

 

المحققين الألمان في الحديقة حيث قُتل سليم خان خانغوشفيلي (أرشيفية – أ.ف.ب)

 

وبالنسبة لبوتين، وهو من قدامى المحاربين في الاستخبارات السوفييتية، فإن إطلاق سراح العملاء الروس أمر مهم لنجاح المهام السرية المستقبلية، مما يدل على أن موسكو ستتفاوض من أجل إطلاق سراح العملاء حتى لو تم القبض عليهم.

كيف أثرت القضية على العلاقات الروسية الألمانية؟

أثارت القضية عند بدايتها في عام 2019 خلافاً دبلوماسياً كبيراً بين روسيا وألمانيا، بما في ذلك عمليات طرد دبلوماسيين متبادلة.

وطردت ألمانيا الدبلوماسيين الروس بعد أن خلص المدعون إلى أن موسكو قد تكون متورطة في مقتل خانغوشفيلي. وردت روسيا بعدها بالطريقة نفسها وعدّت اتهامات برلين «لا أساس لها ومعادية».

وخلال حديث لبوتين هذا العام، أشار سيد الكرملين إلى كراسيكوف بأنه «وطني» روسي مسجون في «دولة متحالفة مع الولايات المتحدة» بتهمة «تصفية قاطع طريق» قتل جنوداً روساً في أثناء القتال في القوقاز.

تبرير ألماني

ودافعت الحكومة الألمانية عن إطلاق سراح كراسيكوف وإعادته إلى روسيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين: «لم تتخذ الحكومة الألمانية هذا القرار بسهولة»، مشيراً إلى أنه «كان هناك تعارض بين المصلحة الوطنية في تنفيذ عقوبة السجن بحق مجرم مدان وبين حرية وسلامة، وفي بعض الحالات حياة، أشخاص أبرياء مسجونين في روسيا بشكل غير عادل لأسباب سياسية». وتابع هيبشترايت أن التضامن مع الولايات المتحدة كان دافعاً آخر وراء اتخاذ هذا القرار، بالضبط مثل واجب حماية المواطنين الألمان.

المصدر : الشرق الأوسط

إغلاق