أخبارأوروبا

حزمة مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا «كل أسبوعين» بقيمة 125 مليون دولار

إعلان الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 125 مليون دولار لأوكرانيا، بالتزامن مع عيد استقلالها الـ33، لم يلغِ المناقشات التي لا تزال إدارة الرئيس جو بايدن تجريها مع كييف، والتقييم الجاري لأهداف عمليتها العسكرية الخاطفة في كورسك الروسية ومآلاتها.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان، إن الحزمة الجديدة، وهي الدفعة الـ64 من مخزونات الوزارة منذ أغسطس (آب) عام 2021، تتكون من عناصر مأخوذة من المخزونات الأميركية وتوفر لكييف «قدرات إضافية لتلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحاً».

 

بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بواشنطن في 11 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

 

وكان الرئيس بايدن قد اتصل في وقت سابق، الجمعة، بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ليبلغه بالحزمة الجديدة. وقال بيان البيت الأبيض إن بايدن أكد أن روسيا «لن تنتصر في هذا النزاع» مشيراً إلى أن «شعب أوكرانيا المستقل سوف ينتصر، وستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا الوقوف معه في كل خطوة على الطريق».

وجاءت تصريحات بايدن، بعدما طالب زيلينسكي في اليوم نفسه بتسريع تسليم المساعدات، عملياً وعدم الاكتفاء بالوعود، على حد قوله، بينما قواته تواصل التوسع في الأراضي الروسية التي احتلتها، بحسب صور التقطتها أقمار اصطناعية.

وشكر زيلينسكي بايدن على الحزمة. وأكد عبر منصة «إكس» حاجة أوكرانيا «إلى تسلّم الأسلحة المعلنة بشكل عاجل، خصوصاً الدفاعات الجوية الإضافية، لتتمكّن من أن تحمي بشكل موثوق به، مدننا ومجتمعاتنا والبنى التحتية الحيوية».

 

زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

 

وفي وقت لاحق، قال بيان عن المتحدث باسم «البنتاغون»، الجنرال بات رايدر، إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أجرى مكالمة مع نظيره الأوكراني، رستم أووميروف، حول العمليات العسكرية الأوكرانية، والاحتياجات الأمنية الملحة. وأكد أوستن مجدداً دعم الولايات المتحدة الثابت لأوكرانيا، وهنّأ الأوكرانيين بمناسبة احتفالهم بعيد الاستقلال، وشرح تفاصيل بشأن حزمة المساعدات الجديدة.

حزمة أسلحة «عادية»

وبحسب «البنتاغون»، فقد ضمت الحزمة الجديدة مجموعة متنوعة من المعدات والقدرات الدفاعية الضرورية، بينها أنظمة ومعدات لمواجهة الطائرات المسيّرة. كما شملت ذخائر لأنظمة الصواريخ «هيمارس»، وذخيرة للمدفعية عيار 155 ملم و105 ملم، إلى جانب ذخائر للأسلحة الصغيرة، ومعدات لهدم المنشآت، وذخائر متخصصة، وصواريخ موجهة من طراز «تاو»، وصواريخ «جافلين» المضادة للدروع، وسيارات إسعاف متعددة الاستخدامات، ومعدات طبية لجنود الميدان، وقطع غيار، وخدمات دعم، وصيانة.

وأكد «البنتاغون» أن هذه المساعدات تعكس التزام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، المكون من نحو 50 دولة حليفة وشريكة، بدعم أوكرانيا في مقاومتها للغزو الروسي.

حتى الآن، تواصل إدارة بايدن التأكيد على أنها لم تكن على علم بخطط كييف لمهاجمة الأراضي الروسية، على الرغم من أن أجهزة استخباراتها العسكرية كانت قد اكتشفت قيامها بحشد قواتها في المنطقة التي توغلت منها إلى كورسك. ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم حاولوا التواصل مع الأوكرانيين، لكنهم لم يحصلوا على أي تأكيدات ولم يقدموا أي شرح لتلك الحشود. وهو ما كانت قد أكدته، يوم الخميس، نائبة المتحدث باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، التي أوضحت أن الوزارة كانت لا تزال تقيّم العملية العسكرية، وسألت الأوكرانيين عمّا يحتاجون إليه لإنجاح مناورتهم، لكن لم يتم اتخاذ أي قرارات لدعم هذه الجهود مادياً بعد.

 

الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو في ذكرى استقلال أوكرانيا (أ.ف.ب)

 

تغيير متوقع لنوعية الأسلحة

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم، إنهم ما زالوا يناقشون ما إذا كان ستتم مساعدة القوات الأوكرانية على الاحتفاظ، وربما حتى توسيع، الأراضي التي تحتلها الآن في منطقة كورسك الروسية. وتركزت المناقشات حول محتويات حزم الأسلحة التي يتم إرسالها الآن كل أسبوعين، لتشمل مزيداً من المركبات المدرعة، أو تسريع تسليم بعض الذخائر وغيرها من المعدات التي يمكن أن تساعد الأوكرانيين على «الحفر والدفاع عن أنفسهم». وقال مسؤول أميركي إن هناك نحو ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية التي تقول كييف الآن إنها تسيطر عليها.

 

آلية عسكرية أوكرانية عند الحدود الروسية – الأوكرانية (أ.ف.ب)

 

وكانت إدارة بايدن قد أعطت الأولوية في السابق لإرسال بعض الأسلحة إلى أوكرانيا مع تغير ظروف ساحة المعركة، بما في ذلك تجديد ذخيرة الدفاع الجوي عندما كثفت روسيا قصفها الجوي على كييف ومدن أخرى. ولكن مع استمرار المناقشات حول تقديم المساعدة لهجوم كورسك، هيمنت قضيتان، على تلك المناقشات: التأكد من استراتيجية كييف الهجومية الشاملة، وأبعاد استخدام الأسلحة الأميركية، وما إذا كانت ستؤدي إلى إحياء المخاوف من تصعيد مباشر من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مع روسيا.

إرسال مدربين عسكريين لأوكرانيا

ذكرت صحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية (السبت)، كما نقلت عنها «رويترز»، أن الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي دعت الدول الأعضاء إلى مواءمة مهمة تدريب عسكري خاصة بأوكرانيا لكي تتماشى مع احتياجات كييف بشكل أفضل، لكنها لم تصل إلى حد التوصية بإرسال مدربين عسكريين إلى هناك.

تم إطلاق مهمة الاتحاد الأوروبي للمساعدة العسكرية لدعم أوكرانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ودرّبت نحو 60 ألف جندي أوكراني معظمهم في بولندا وألمانيا، ومن المقرر تمديدها لمدة عامين آخرين بمجرد انتهاء التفويض الحالي في منتصف نوفمبر.

ونقل التقرير عن مراجعة للمهمة أجرتها الخدمة الدبلوماسية بالتكتل أن «من الضروري تدريب جنود القوات المسلحة الأوكرانية على العتاد نفسه الذي سيستخدمونه لاحقاً في القتال».

وقال التقرير إن نقص المعدات من الطراز السوفياتي يعد من التحديات التي تواجه التدريب حالياً. وطلبت كييف من الاتحاد الأوروبي في مايو (أيار) إجراء بعض التدريبات على الأراضي الأوكرانية، لكن الدول الأعضاء بالتكتل منقسمة حيال الأمر، إذ يحذر البعض من انجرار الاتحاد إلى الحرب ويثيرون شكوكاً حول قدرة أوكرانيا على حماية مواقع التدريب من الهجمات الروسية نظراً للنقص الشديد في الدفاعات الجوية.

وقالت مراجعة الاتحاد الأوروبي إن طلب كييف يمكن تلبيته من خلال إتاحة نشر بعض المدربين التابعين للبعثة في منشآت التدريب الأوكرانية بعيداً عن ساحة المعركة، وربما في الجزء الغربي من البلاد، لكنها لم توصِ بإرسالهم. وحذّرت من أنه «من المرجح جداً أن تنظر روسيا إلى الوجود العسكري للاتحاد الأوروبي على الأراضي الأوكرانية على أنه استفزاز». وتابعت: «حقيقة أن روسيا قادرة على الوصول إلى أي مكان في أوكرانيا بواسطة أصولها الباليستية وطائراتها المسيّرة تسفر عن أعلى مستوى من التهديد للعسكريين الذين ينشرهم الاتحاد الأوروبي».

وخلصت الوثيقة إلى أنه «في حال توافر الظروف السياسية والعملياتية اللازمة، فإن نشر عسكريين من الاتحاد الأوروبي على الأراضي الأوكرانية سيكون ممكناً».

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجوار بطارية «باتريوت» خلال تدريبات عسكرية في ألمانيا 11 يونيو 2024 (أ.ب)

 

قنابل انزلاقية أميركية

أعلن الجيش الأوكراني أنه استخدم قنابل انزلاقية «دقيقة الصنع» أميركية؛ لضرب أهداف في منطقة كورسك، كما استعاد أجزاء من الأراضي في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا، التي تتعرض لهجوم روسي منذ الربيع.

أعلنت روسيا، السبت، أن دفاعاتها الجوية دمرت 7 مسيّرات أوكرانية فوق منطقة فورونيج الجنوبية ومنطقتَي بيلغورود وبريانسك الحدوديتَين. وأكد حاكم فورونيج، ألكسندر غوسيف، إعلان حالة الطوارئ في منطقة أوستروغوزسكي بعد الغارات الجوية التي شنّتها مسيّرات، بينما تم إجلاء 200 شخص من قرية صغيرة، لكنه لم يوضح تحديداً أين حصلت. وأوضح أن امرأة نُقلت إلى المستشفى وهي في «حالة خطيرة».

وتشنّ أوكرانيا هجمات بمسيّرات على مناطق روسية منذ أشهر.

أعلن الجيش الأوكراني، الجمعة، أن قواته صدّت عشرات الهجمات الجديدة التي شنّتها القوات الروسية في شرق أوكرانيا، بينما تسعى القوات الروسية إلي توسيع مكاسبها الإقليمية التي حققتها أخيراً. وأفادت هيئة الأركان العامة في كييف، في تقريرها اليومي عن الوضع، بورود

تقارير عن وقوع ما إجماليه 79 هجوماً روسياً، بعضها باستخدام المدفعية والدعم الجوي، من جميع الجبهات في شرق أوكرانيا.

وأفادت التقارير بأن النقطة المحورية كانت مجدداً في المنطقة حول بوكروفسك على أطراف دونباس.

المصدر / الشرق الأوسط

إغلاق