تجمّع عشرات السفراء في مقر الأمم المتحدة في جنيف، الجمعة، للوقوف دقيقة صمت حدادا على آلاف الضحايا الذين قتلوا بسبب الحرب في قطاع غزة وللمطالبة بوضح حد للعنف.
ووقّع نحو 40 سفيرا، غالبيتهم العظمى من دول إسلامية، نداء مشتركا يطالب المجتمع الدولي بالتحرك بشكل عاجل لوقف سفك الدماء ومعالجة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مندوب مصر السفير أحمد إيهاب عبد الأحد جمال الدين مخاطبا الحضور «هناك حاجة لغرس الإنسانية والحكمة وإيقاظ الضمير الإنساني أمام هذه الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء… لا يمكن أن نعتبر مليونين ونصف المليون شخص أضرارا عرَضية أو جانبية».
وتشنّ إسرائيل حملة قصف مدمّر على قطاع غزة وباشرت قواتها منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) عملية برية في شماله، ردا على هجوم غير مسبوق نفذه عناصر من حركة «حماس» داخل أراضيها في السابع من أكتوبر.
وقتل ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم «حماس». كما تعرّض ما يقارب 240 شخصًا من إسرائيليين وأجانب للخطف ونُقلوا الى داخل قطاع غزة.
ومن الجانب الفلسطيني، قتل أكثر من 11078 شخصاً بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» الجمعة.
وشدد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف إبراهيم خريشي على أن ما يجري «ليس حربا بين إسرائيل ومقاتلي حماس. انها إبادة جماعية». وأضاف «الإبادة الجماعية تجري على شاشات التلفزيونات على مرأى من العالم أجمع».
وندد بـ«المعايير المزدوجة» الصادمة في الرد الدولي، مقارنا بين إدانة الدول الغربية للحرب الروسية في أوكرانيا ورفض الكثيرين إدانة ما تقوم به إسرائيل في غزة.
وقال «هذا شيء يجب أن تخجل منه الإنسانية»، منتقدا «الدعم الأعمى» لإسرائيل من الولايات المتحدة الذي يشجع الدولة العبرية «على التصرف كدولة فوق القانون».
وأضاف أن «الصديق الحقيقي لإسرائيل عليه أن يرفع الراية الحمراء في وجهها ويقول لها عليك أن تتوقفي»، محذرا من أن تصرفات إسرائيل «تبتدع نظاما عالميا جديدا». وشدد على أن «قانون الغاب هذا يجب أن يتوقف».