احتشد نحو مئتي متظاهر في بيلاروسيا قرب مركز اعتقال يتواجد فيه سيرغي تيخانوفكسي وهو زوج المعارضة سفيتلانا تخانوفسكايا داعين للإفراج عنه. ومساء تجمع آلاف المتظاهرين مجددا في ساحة الاستقلال في مينسك حاملين أعلام المعارضة الحمراء والبيضاء للمطالبة برحيل الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
تجمع قرابة مئتي مناصر للمعارضة في بيلاروسيا الثلاثاء أمام مركز اعتقال حيث يتواجد زوج زعيمة المعارضة، وذلك في اليوم العاشر على التوالي من الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية.
ومساء تجمع آلاف المتظاهرين مجددا في ساحة الاستقلال في مينسك حاملين أعلام المعارضة الحمراء والبيضاء ودعوا إلى استقالة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وسيرغي تيخانوفكسي وهو زوج المعارضة سفيتلانا تخانوفسكايا، موقوف منذ 29 مايو/أيار. وكان سيرغي مدون الفيديو، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية وقاد حملة ضد لوكاشينكو قبل أن يُستبدل بزوجته بعد توقيفه.
رهن الحبس الاحتياطي
واحتشد قرابة مئتي شخص صباح الثلاثاء أمام مركز الاعتقال رقم واحد في مينسك العاصمة، حيث سيرغي تيخانوفسكي موضوع في الحبس الاحتياطي للاحتفال بعيد ميلاده الـ42 وللمطالبة بالإفراج عنه.
وأفاد صحافيون أن المتظاهرين كانوا يحملون ورودا وبالونات بلوني المعارضة الأحمر والأبيض وأنشدوا له أغنية بمناسبة عيد ميلاده وصفقوا.
ولجأت زوجته سفيتلانا البالغة 37 عاما، إلى ليتوانيا مع أطفالهما. وقالت الإثنين إنها مستعدة لـ”تحمل مسؤولياتها” وقيادة البلاد. وشكلت المعارضة “مجلسا لتنسيق” انتقال الحكم.
ومنذ الانتخابات محل النزاع التي أجريت في التاسع من أغسطس/آب، تتزايد الضغوط على الرئيس لوكاشينكو الذي يحكم بيلاروسيا منذ 1994. وحصل لوكاشينكو على 80 بالمئة من الأصوات بحسب النتائج الرسمية، ويواجه مظاهرات يومية وحركة إضرابات في عدد متزايد من المصانع الحيوية بالنسبة لاقتصاد البلاد.
ورفض لوكاشينكو مرات عدة فكرة التنحي مؤكدا مرة جديدة الإثنين أنه لن يسلم السلطة “تحت الضغط أو في الشارع”.
العلاقة مع روسيا
واتهم لوكاشينكو الثلاثاء المعارضة بالسعي إلى الاستيلاء على السلطة. وقال أمام مجلس الأمن الوطني إن “المجلس التنسيقي” الذي أسسته المعارضة للتشجيع على انتقال سياسي، يريد تسلم السلطة”، وذلك بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “بلتا”.
وأضاف “لا يطالب إلا بأن ننقل السلطة إليه. نعتبر ذلك محاولة للاستيلاء على السلطة مع كل العواقب الناتجة منه”. كما اتهم أيضا المعارضة بالسعي إلى قطع الجسور مع روسيا، الحليف الرئيسي والشريك الاقتصادي لبيلاروسيا، التي قدمت حتى الآن دعما حذرا للرئيس البيلاروسي.
ونفت إحدى شخصيات المعارضة ماريا كوليسنيكوفا على الفور في حديث لوكالة إنترفاكس أي رغبة في وقف العمل بالاتفاقات المبرمة بين مينسك وموسكو في حال وصول المعارضة إلى السلطة. وقالت “نعتبر مزاعم لوكاشينكو بأنها محاولة تلاعب وخداع”.
وفي نفس الموضوع، دعا القادة الأوروبيون الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الضغط على حليفه الأساسي الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو لتشجيع حوار مع المعارضة.
وتحدث بوتين، أقرب شريك لمينسك والذي يعتبر موقفه حاسما بالنسبة لحل الأزمة، في ثلاث مكالمات هاتفية منفصلة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
ودعا ماكرون بوتين إلى “تسهيل التهدئة والحوار” لحل الأزمة في بيلاروسيا فيما أكدت ميركل أن مينسك يجب أن “تنبذ العنف” وتباشر حوارا مع المعارضة. من جهته دعا شارل ميشال إلى “حوار سلمي وفعلي شامل”.
اجتماع في مجلس الأمن
وبحث مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الأوضاع في بيلاروسيا في جلسة دُعي خلالها الأعضاء لبذل كل الجهود الممكنة من أجل منع تصعيد الأزمة. وجاء بحث الأوضاع في بيلاروسيا بناء على طلب الولايات المتحدة وإستونيا، خلال جلسة مغلقة للمجلس مخصصة لبحث الأوضاع في اليمن، يتيح جدول أعمالها مناقشة “أي موضوع آخر”.
وجاء في بيان أن وزير الخارجية الإستوني أورماس رينسالو قال أمام ممثلي الدول الأعضاء إن مجلس الأمن “لديه مسؤوليه أساسية في منع قيام نزاع عنفي وفظاعات جماعية”.
وقال الوزير إن “استخدام الدبلوماسية الوقائية على كل المستويات لمنع تصعيد الأوضاع إلى نزاع عنفي يتسم بأهمية قصوى”. مضيفا أن “اجتماع اليوم يشكل مؤشرا إلى أننا نتابع عن كثب الأحداث في بيلاروسيا ونحرص على تلقي الأمين العام الدعم اللازم لاستخدام دبلوماسيته الوقائية حيث تقتضي الضرورة”.
وأضاف المسؤول الإستوني أن “هذا المجلس يجب أن يبقى مطلعا على الأوضاع وأن يتبلغ بآخر المستجدات إذا استدعت التطورات ذلك”.
المصدر: فرانس24